بعد أن فاض به الجوى والألم ، وتعذر على لسانه أن يصارحها ، قرر أن يكتب لها قائلاً : "حبيبتى.. . " ثم شطبها وكتب " عزيزتى . . . فضلت أن أبعث إليك بهذه الرسالة لكى أعبر لك فيها عن مشاعرى التى حاولت كثيراً إخفاءها، لكننى لم أستطع " ثم توقف متسائلاً : كيف يمكن أن يكون رد فعلها ؟ وأجاب : إنه لن يخرج عن أمرين : إما أن تسعد وتستجيب وتدخل معى فى جنة الأحلام التى صنعتها لها، وإما أن تغضب غضباً شديداً فتقطع تلك العلاقة الجميلة التى تظللها الصداقة بيننا. ترك ما كتبه ، وراح يكتب فى ورقة أخرى " عزيزتى . . . لست أدرى ما الذى يدفعنى للكتابة إليك على الرغم من لقاءاتنا اليومية ، وكذلك على الرغم من اتصالاتنا التليفونية فى أى وقت . . أرجو أن تعذرينى لأننى أريد الإفصاح بالكتابة عما أحس به دون حرج المواجهة . . " وهنا تساءل : ألن يكون ذلك نوعاً من الخضوع الذليل أمامها وهى التى تحكى له كثيراً وبسخرية عن الرجال الذين يصارحونها بإعجابهم ؟ ! راح يعبث بالقلم ، ويرسم على الورقة دوائر ومثلثات ، ووجد نفسه يكتب : "ملعون الحب ! إنه لا يكتفى فقط بتمزيقنا، ولكنه أيضاً يضع جبهتنا فى الأرض " ثم أمسك بالورقتين وراح يقطعهما قطعاً صغيرة ، وكلما وجد كلمة كاملة قطعها من الوسط خوفاً من أن تراها زوجته . وأخيراً قرر أن يشعل فيها النار ، ثم يلقيها فى دورة المياه . عندما تصاعد الدخان جاء صوت الزوجة من الحجرة المجاورة :
– ما هذه الرائحة ..؟؟
اضطرب قليلاً ثم قال بصوت عالٍ:
– إنها بعض أوراق المكتب أريد التخلص منها .
ردت الزوجة محذرة :
– طيب حاسب على زجاجة الفنيك اللى عندك من النار!